من ايام فى العمل كنا اكثر من زميل وزميلة نناقش مشاكل العمل ومن ضمن ملاحظاتنا ان معظمنا لم تتغير طباعه
ولم تؤثر فيه الحياة بل بالعكس منهم من زادته الحياة سوءا فى الطباع رغم تيسر الامور واننا لم نعد نحب بعضنا البعض
كما كنا سابقا وكان المصالح اصبحت كل ما يربطنا واذا تعارضت هذه المصالح نسينا كم كنا نخاف على بعض وكم جمعتنا
ايام شديدة الصعوبة وايام اخرى كلها رخاء وكم ضمتنا مناسبات سعيدة وكم تشاركنا فى مصاب اليم ,تذكرنا كل هذه الذكريات
من اجل تذكيرنا بايام جميلة ولت تمنينا ان تعود حتى جاء ذكر احدى زميلاتنا الاتى فقدناهن فى زحمة الحياة والعمل تذكرناها الان
كانت مجتهدة ولطيفة ولكن الله لم يخصها بجمال الشكل بل خصها بجمال داخلى اجمل ولعلنا لم ننتبه لها عندما كانت على قيد الحياة
بل كان هناك كثير من الزملاء غليظى القلوب يسخرون منها كانت طيبة الى حد كبير ومرحة ايضا لكنها كانت منطوية على نفسها
لم يعطها احد فرصة للاندماج وسط منظومة العمل كل الناس كانوا يتجاهلوها رغم اجتهادها لم نتذكر كل محاسنها الا عندما ماتت
تمنينا لو انها بيننا ثانية ومما زاد المى انها حتى عندما رحلت عن الحياة رحلت فى هدوء بدون ازعاج احد اذكر هذه اللحظة تماما
لكن اللذى فجعنى ان زميل لنا قال ان الاطباء لم يستطيعوا فعل شىء لها لانها كانت رافضة للحياة تخيلوا عندما مرضت ارادت ان ترحل
عن الحياة لم تكن تستجيب للعلاج مع ان حالتها كانت عادية جدا لا تاخذ جهد من الاطباء فى علاجها الا ان الحياة بداخلها كانت تختنق
بارادتها وكان الله بها رحيما فنقلها الى جواره فى هدوء مثلما عاشت رحمك الله يا فاتن كم كنا قساة القلوب معك ولكن رحمة ربك بك
كانت اوسع ,اللهم ارحم موتى المسلمين جميعا واعط قلوبنا رحمة نرحم بعض بها فى الدنيا