Sunday, December 30, 2007

قطر الحياة

انتظرت على محطة القطار لطالما فضلت ركوب السيارات فى السفرولكن اليوم المسافة طويلة
ستسافر الى الاسكندرية وبينها وبين محافظتها ساعات طويلة والقطار يعطيها فرصة للقراءة
هذه زيارتها الاولى للاسكندرية لطالما اشتاقت لهذه الزيارة ارادت ان تزورها مع احد تعرفه
وتتمتع بجمالها معه لكنها نظرا لظروف عائلية اضطرت للسفر وحدها ، بمجرد ما وضعت قدمها
فى عربة القطار حتى نظرت فى تذكرتها واتجهت للكرسى الذى يتشابه رقمه مع تذكرتها ووجدت
ان جارتها شابة لطيفة جميلة الملامح لكنها تبدو فى حداد، بداوا الحديث مع بعض على ان كل واحدة
منهن سعيدة ان جارتها انثى لطول المسافة فهذا مريح ويعفى كل واحدة من الحرج اذا جلس بجانبها رجل
بداو التعارف واتضح انهم من نفس المدينة بل على مقربة من بعض ولكن لم يلتقوا من قبل هذه اللحظة
واتضح ان جذورها من الاسكندرية تحدثت كثيرا عن جمال المدينة خصوصا فى الشتاء مثل وقت
سفرهن هذا وتبادلوا ارقام التليفونات على امل اللقاء عند العودة حتى انها اهدت الفتاة ذات ملامح الحداد
كتابا مما اثار دهشة الاخرى واعتذارها عن قبولة لكن اصرار صاحبة الكتاب جعلها تقبل ممتنة
خصوصا انه كاتبها المفضل هى الاخرى ومرت الساعات فى يسر وسهولة ووصل القطار وودعت
كل واحدة الاخرى وكانها صداقة الف عام وبدات رحلتها الى ما كانت قد جاءت لتقوم به وهو زيارة احد
افراد الاسرة وبعدما قامت بواجبها تعللت بسفرها قبل ان ينقضى النهار وفارقتهم وهى سعيدة لبدء مغامرتها
فى اجمل مدينة راتها عينيها وبدات تتمشى على الكورنيش وهى تملأ صدرها بهواء البحر العليل وجلست
على سور الكورنيش تتامل البحر وتخيلت انها هنا فى وسط هذا الجمال مع من تحب وفاضت من عينيها دمعة
مسحتها بسرعة حتى لا يلتفت اليها احد فرغم الشتاء الا ان كورنيش البحر يمتلىء ناس يعشقون البحر
نظرت حولها وتمنت ان ان تبقى وحيدة،تمشت الى مكان يكاد ينعدم فيه الناس الا من فردين بدوا وكانهم
زوجان يستريحان لبعض الوقت ويتبادلان الضحكات حسدتهم حتى على ضحكاتهم وتمنت لهم السعادة
واخدت تتمشى حتى وصلت لكوبرى المنتزه ووقفت فوق الكوبرى ونظرت للامواج المتلاطمة وحسدتها
على انها وجدت شاطىء يحتويها ويحتضنها وقررت ان ترجع اى مدينتها بعد رحلتها الجميلة وهى تدندن
باغنية جاءت على بالها ماشى قطر الحياة وكانها تستسلم لقدرها ولا تنوى ان تفعل شيئا بحياتها الا
الاستسلام للابد

Saturday, December 29, 2007

ذاكرة للبيع

استيقظت كعادتها كل يوم وهى مثقلة بحزن احيانا كثيرة لا تعلم سببه
لكنها رغم ذلك تواصل زحفها من السرير لتبدا يومها توقظ الصغار
ليذهبوا الى مدارسهم ، الولد يعتمد على نفسه كثيرا لا يجهدها لكن البنت
تتكاسل من فرط التدليل وبعدما يصبح البيت فارغ من حولها لا صوت
الا دقات الساعات تبدا بعمل قهوتها الصباحية وتجلس تتصفح الجرائد
على النت ومن فرط الحزن تسرح وهى امام شاشة جهازها، تجد شريط
حياتها يمر امام عينيها وكانه فيلم صامت قديم ، تحس ان الايام والسنين
سرقت منها وهى لا تدرى لم يستوقفها شىء فى شريط حياتها يستحق
الا ولادة اطفالها وفرحتها بهم ، لم تجد داخل حياتها اى شىء يذكر
ما عدا اولادها كانت كل الذكريات مؤلمة، تمنت لو تعرض ذاكرتها
للبيع لعل هذا الحزن يختفى او لعلها هى ايضا تختفى، افاقت فجاءة على
رنين الهاتف لم تشأ ان ترد لكن اصرار المتصل جعلها تغلق الجهاز
وكانها تغلق معه ذاكرتها