Sunday, November 30, 2008

حدا للاشتياق

لم تكن تعلم ان القدر يخبىء لها هذه اللعنة ؛ نعم لعنة فالحب فى هذا الزمان لعنة ولكنها لعنة محببة



الى النفس رغم ما تجره من الم وحيرة واحيانا كثيرة ندم ومشاعر متناقضة ؛ لم تلتق به من باب الصدفة



لا بل هو من بادر بالوقوف فى طريقها ؛ فقد رسمت لنفسها طريق لم تريد ان تخرج عنه ابدا



لكن هو من قطع عليها هذا الطريق ليحول مسار حياتها الى منحنى اخر مختلف لم يكن فى الحسبان



منذ اول كلمة احست انه اقتحم عقلها وقلبها؛ انسان واثق فى نفسه الى اقصى الحدود على عكسها



تماما فهى تارة تؤمن بنفسها وتارة اخرى تكفر بمقدرتها على مواجهة الحياة بمتغيراتها ومتناقضاتها



لعل هذا من اثر ما فعلته بها الحياة فترك اثرا غير محمود فى نفسها وروحها التى شاخت قبل الاوان



وباتت ترفض المشاعر ولا تسمح لنفسها ان تحدث نفسها همسا عنها لكن معه هيهات ان تفر من هذا



السيل ؛جرفها معه كما تجرف المياه الطمى الراكد فيذوب فى الماء ليتحرك من ركوده ويستقر فى



مكان اخر بروح مختلفة جديدة تماما عن ما كان فيه من جمود ولا يكاد يعى ما حدث له لكنه يسعد بهذا التغيير



هذا ما حدث لها وجدت نفسها تستسلم له بلا مقاومة الا قليلا حتى لا يظن انها سهلة المنال بلا قيمة



كان يعرف جيدا ما تحتاج الى سماعه ؛ احس بمتاعبها وشاركها فيها كثيرا بالاحتواء وهذا ما اسرها منه



لطالما لم تجد من يحس بها بهذا القدر حتى باتت تسمع صوته فى اصوات كل البشر من حولها كانه اختصر



البشر كلهم فيه هو فقط؛ مع الوقت اصبحت علاقتهما فى شد وجذب حال كل العلاقات فى الحياة لكنها لم تفقد



شغفها به واحتياجها اليه بل فى لحظات كثيرة كان يكفيها سماع صوته فقط فتارة كانت علاقتهما يشوبها الصفاء



وتارة اخرى يغرقها الجفاء ؛ وكثيرا ما كان يغرقها باهتمامه واحيانا يغيب عنها فتجد نفسها حائرة تائهة



تسال نفسها عنه ولما فعل بها هذا وتركها لحيرتها وظنونهاواحساسها المرتجف من التفكير مجرد التفكير ان



يكون هذا هو الفراق؛ كثيرا ما قررت الابتعاد لتكن رغبتها هى لا واقع يفرض عليها تعانى منه بقية حياتها



ليسلمها الى التخبط فى دروب لا تريد ان تخطو فيها خطوة واحدة فلطالما جرحتها الحياة وسلمتها الى التخبط والضياع



فترة طويلة تظل تجاهد فيها لتستعيد نفسها من جديد؛ لذلك لم تجد فى بعده اى راحة ولا حد للاشتياق فكلما مر يوم



لم تراه او تسمع صوته يزداد اشتياقها له وكلما تجاهل حتى رسائلهازادت حدة اشتياقها لتسلمها الى حالة من الجنون



تزيد نارها اشتعالا؛ وعندما يفيض بها الوجد تقرر الابتعاد وتقاوم وتقاوم لتنهار مقاومتها؛ ولا تستطيع ان يمر يوم دون



ان تكتب لها رسالة كانها تريد ان تفرغ مشاعرها فى كل رسالة لتضع فيها كل امنياتها وغضبها ومخاوفها من ان تنتهى



مشاعرها من اليأس وكانها ترتعب ان تجد فى يوم من الايام معه حدا للاشتياق

2 comments:

منه مرتجى - عازفة الأوتار said...

جميل جدا
احاسيس صادقة شعرت فيها بكل حرف
أعترف ..
بأنها أجمل محنة قد يمر بها إحساسنا
الرجل المذكور فى روايتك شخصيته آسره


أشكرك
دمت بكل ود و خير

msafa said...

لعنه والله الحب لعنه
انا بعترف بكده
كنت اللعنه دى بتوصلنى انى احس السخص التانى بيعمل ايه دلوقتى وغى اللحظه دى معرفش ايه ه
شىء صعب
ومرهق جدا
بس والله لذيذ
دلوقتى بدور على المشاعر دى مش بلاقيها
البوست رائع
خالص تحياتى ومرورك على مدونتى شرف لى